.

 

 

سيرة الشيخ

سيرة و مسيرة الشيخ

اسمه

عبد الله بن محمد بن حمد بن محمد بن عثمان بن علي بن محمد القرعاوي، مجدد الدعوة في جنوب المملكة العربية السعودية .

مولده

ولد في الحادي عشر من ذي الحجة عام 1315هـ - الموافق : 13 - مايو 1897م ، وذلك بعد وفاة أبيه بشهرين .

نسبه

ينتمي لأسرة القرعاوي في القصيم من آل نجيد من المصاليخ ، وكان قبل ذلك يقال لهم الصواعد، نسبة إلى أحد أجدادهم وهو صاعد ، من المنابهة من بني وهب من عنزة إحدى قبائل بني أسد بن ربيعة بن نزار بن عدنان، فهي قبيلة من ربيعة عدنانية .

نشأته وطلبه للعلم

نشأ يتيماً حيث مات أبوه وهو حمل، فربته أمه وكانت امرأة صالحة، حيث ألحقته مع أخته في الكتاتيب، فحفظ القرآن وعمره لا يتجاوز الثالثة عشر من عمره على الشيخ سليمان بن دامغ رحمه الله، ثم ألحقته بحلق العلم التي كان يعقدها العلماء بمساجد عنيزة . ونشأ أيضاً تحت رعاية عمه عبد العزيز، فباشر التجارة في أول أمره، ثم ترك التجارة وأقبل على طلب العلم بعد أن بلغ الثلاثين من عمره، حيث التحق بأول مدرسة في مسقط رأسه عنيزة، وتعلم فيها القراءة والكتابة، ثم سافر بعد ذلك للهند طلبا للتجارة. 

يقول القرعاوي عن نفسه

 لما رجعت من الهند في الثاني والعشرين من رمضان سنة 1357هـ، وقدمت إلى الرياض، وأقمت عند الشيخ محمد بن إبراهيم بن عبد اللطيف آل الشيخ أقرأ عليه للمرة الثالثة، وأما الرابعة فكنت مستمعاً، وأما الخامسة فلم أجده لأنه كان بمكة يومئذ، وقد ذهبت إلى الأحساء عند الشيخ عبد العزيز بن بشر، وإلى قطر عند الشيخ محمد بن عبد العزيز المانع فقرأت عليهما كليهما في الحديث.ثم رحل القرعاوي بعد رحلته إلى الأحساء وقطر إلى بريدة، فتلقى علمه عن الشيخ عبد الله بن سليم، وعمر بن سليم، بعدها ترك التجارة وانصرف إلى طلب العلم، فرحل إلى الهند للتزود من العلم في عام 1344هـ ، والتحق بالمدرسة الرحمانية بدلهي، وتلقى علم الحديث عن علماء السنة في الهند، واستمر يتلقى علمه فيها حتى جاءه خبر مرض والدته بعد سنة من وصوله للهند، فعاد إلى عنيزة ولكن توفيت والدته قبل وصوله، ثم عاد إلى الهند لإكمال دراسته، فتلقى علم الحديث عن الشيخ عبد الله بن أمير القرشي الدهلوي، وأجازه إجازة مطولة في كتب الحديث وذلك عام 1355هـ، بعدها رحل لطلب العلم إلى مصر وفلسطين وسوريا والأردن والعراق والكويت، ثم رجع بعدها إلى بلدته عنيزة .

انتقاله للجنوب

 لازم الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية آنذاك وحج معه، وبعد أداء المناسك، طلب الملك عبد العزيز أن يُوجه إلى الجنوب مرشداً ومعلماً لأمور الدين، فوجه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ، الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي بالتوجه إلى جنوب المملكة العربية السعودية، ووصاه بالإخلاص في دعوته، والتوكل على الله، فتوجه الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي إلى جازان، وأخذ معه بضاعة وتوجه إلى صامطة، ونزل دكاناً في صامطة، ووضع فيه البضاعة التي معه، وكان أول أمر بدأ به في الدكان تعليم القرآن الكريم، وثلاثة الأصول، والأربعين النووية، والتجويد والفرائض وآداب المشي إلى الصلاة، كان ذلك في الحادي والعشرين من ربيع الأول عام 1358هـ، فكان الدكان بمثابة أول مدرسة حكومية افتتحت في تهامة.

وفي آخر جمادى الأولى من نفس السنة توجه الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي إلى فرسان وافتتح فيها مدرسة، ومنها توجه إلى مزهرة قرية الحكميين فافتتح فيها مدرسة وأصلح مسجدها، وفي شعبان من نفس السنة توجه إلى صامطة وافتتح بها المدرسة الثانية في بيت أحد طلابه ناصر خلوفه. ومع تزايد المدارس والمساجد التي أنشأها الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي، فقد أحيطت الحكومة في الرياض بأن هناك شيئاً يحصل في جازان غير الذي يوصل إليها، وعليه أرسلت الحكومة لجاناً عديدة للوقوف على الحقيقة، فكتبت هذه اللجان تقارير تنبئ عن إعجابها بالمدارس، وتدعو لتشجيعها ومساندة الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي في عمله، لصدقه وإخلاصه وسلامة مقصده، فقرر الملك عبد العزيز مكافأة تعين للشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي على مسيرة العمل الذي يقوم به وذلك عام 1367هـ، وأمر الملك سعود - ولي العهد يومئذ- في عام 1363هـ ببعث إعانة كبيرة للشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي، جعلها عادةً سنويةً، وأوصى به أمراء الجهات وقضاتها. ثم عين الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي معتمداً للمعارف بمنطقة جازان عام 1373هـ، ولكنه استقال في نفس السنة، واستمر مشرفاً على مدارسه، حيث أمضى الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي إحدى وثلاثين سنة في نشر الدعوة في منطقة جازان والجنوب عموماً، وقد انتشرت مدارسه إلى عسير وتهامة والليث والقنفذة والباحة

حصيلة جهود القرعاوي الدعوية

 أكثر من ثلاثين سنه قضاها الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي في الدعوة والتدريس وافتتاح المدارس، يمكن إجمال المدارس التي فتحها الشيخ عبد الله القرعاوي في أنحاء المملكة العربية السعودية. قال الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي بأن اللجنة التي جاءت عام 1376هـ لتفقد المدارس، لم يقف أعضاؤها في تجوالهم إلا على (1500) مدرسة، وبقي منها (750) مدرسة لم يتجولوا عليها، ولم يشاهدوها، حيث سافروا من صامطة يوم السابع عشر من شعبان عام 1376هـ، والمدارس التي لم يتجولوا فيها، وأوضح تفاصيلها الشيخ عبد الله القرعاوي بأنها (220) مدرسة في جازان غالبها في الجبال، و(200) مدرسة في منطقة عسير وتهامة، و(140) مدرسة في القنفذة، و(95) مدرسة في تهامة غامد وزهران ، و (50) مدرسة في الليث، و(30) مدرسة في جدة ، و(10) مدارس في مكة المكرمة ، و (25) مدرسة في عنيزة وبريدة، فأصبح مجموع المدارس(770) مدرسه، ومجموع التلاميذ للأولاد والبنات (75.000) ألف طالب وطالبة. أما في اليمن فإن تلاميذه حرصوا على نشر العلم في بلادهم، وكان أولها في عام 1373هـ (20) مدرسة بمدينة حرض وما حولها، وبلغت في أنحاء اليمن عام 1375هــ (86) مدرسة منها (5) مدارس للبنين .

وفاته

 مرض الشيخ عبد الله بن محمد القرعاوي في السابع والعشرين من شهر صفر عام 1388هـ، وهو في منطقة جازان، وقد نقل على أثره إلى الرياض وأدخل المستشفى المركزي بالشميسي، ثم ما لبث أن وافاه الأجل يوم الثلاثاء الثامن من شهر جمادى الأولى عام 1388هــ عن عمر يناهز الثالثة والسبعين عاما، وقد صلي عليه بالجامع الكبير بالرياض، ودفن بمقبرة العود بالرياض .

المشروعاتالبرامجالرئيسية