بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم فيصل بن عبد العزيز- حفظه الله
سلام عليكم و رحمة الله و بركاته أما بعد.
أسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يوفقكم لما يحبه و يرضاه و أن يعينكم على طاعته و يرزقكم البطانة الصالحة و أن يجعلكم ممن قال الله فيهم :- (الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة و آتوا الزكاة و أمروا بالمعروف و نهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور). ثم إن محبكم يلفت نظركم إلى مسائل و أنتم بلا شك تعلمون أكثر من ذلك و لكن مما في الخاطر:-
1. أن يتخذ جلالتكم مفتي المملكة و تلاميذه الصالحين المخلصين كابن باز وابن حميد جلساء ليكونوا في معيتكم بالسفر و الحضر.
2. أن تتخذ جامعة في مكة و تربطها برابطة العالم الإسلامي و يقبل فيها كل طالب علم معه مبادئ تعادل السادسة فما فوقها من أي جنس و غير محدد العدد , و لها مجلس يديرها و لها مكتبة عظيمة و مطبعة كبيرة ومجلة و جريدة و لها فروع في كل دولة أن أمكن , و محل الجامعة أروقة الحرم وقت الدراسة و السكن في خارجها , أو تجعل الجامعة خارج مكة في أرض قابلة للزراعة و لتربية المواشي.
3. أن يرخص جلالتكم لعموم الشعب بفتح المدارس الأهلية للأولاد و البنات التي توافق الكتاب و السنة , و أن يعان كل معلم ومعلمة بمائة ريال فأكثر شهريا ؛ كل على قدر إنتاجه كمكافئة و تشجيع فإن ذلك يخفف الوطأة عن المعارف مع ما في ذلك من المصلحة العامة التي لا تحصر , فقد تمون المعارف و الجامعات و غيرهما بإذن الله ثم باهتمامكم.
4. إذا يرى جلالتكم زيارة القصيم وإنشاء جامعة متوسطة بين عنيزة و بريدة و البدائع و الخبر و الرس يقوم أهاليها بعمارتها و إنشاء زراعة فنية في جوانبها و تربية مواشي في الزراعة أما الرواتب للأساتذة و الموظفين و غيرهم فتقوم بها الحكومة أيدها الله بنصره.
5. إذا يرى جلالتكم إحداث مدارس و معاهد بكل مستشفى كبير لتعليم الطب العربي واليوناني و الحديث ؛ كل مستشفى على قدره , فإن شباب شعبكم فيهم ذكاء و قابلية و استطاعة قوية أقوى من كثير من الشعوب لاسيما إذا جلب لهم أساتذة ماهرون يحسنون التوجيهات بإخلاص , فإن شخصا واحدا باستطاعته أن يوجه بإذن الله آلاف التلاميذ و ينتج إنتاج مئات الأساتذة ؛ كمثل أجمل خان المسلم الهندي الذي أنشأ المستشفى الكبير بدلهي بمفرده , فأولا قام بتعليم الطب اليوناني و الحديث لمعالجة المرضى كلاهما مجاني بمحل خارج المدينة وهبته له الحكومة مكافئة أو تشجيعا , فأقبل عليه طلبة علم الطب و المرضى حتى اشتهر فجاءه مريض من أغنياء مدراس فشفي على يديه فأعطاه ثلاثمائة ألف روبية مساعدة على توسيع هذا المشروع , فتخرج من تلاميذه جملة جعلهم معه مساعدين على التعليم و على المعالجة , و هكذا كل سنة يتوسع و تتوسع معه المساعدات حتى جعله قسمين ، رجالي و حريمي و التعليم قسمين و و المستشفى قسمين و المراجعة قسمين و الصيدلة قسمين و محل الرياضة قسمين و البساتين قسمين و السكن قسمين ، و التلاميذ يتسابقون على معالجة المرضى لأجل التمرن و يؤدون بعض واجب , فإذا وفقكم الله شخصا كهذا أو أشخاصا فسيكون بإذن الله نهضة بعلم الطب و العمل به من نفس المملكة.