بسم الله الرحمن الرحيم
حضرة صاحب السمو الملكي ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء المعظم خالد بن عبد العزيز حفظه الله سلام عليكم و رحمة الله وبركاته أما بعد : فأبعث إليكم طي هذا صورة ما قدمته لجلالة الملك فيصل بن عبد العزيز بيده من أحد التلاميذ في أول العام بعد وصوله الرياض من الحجاز، و القصد من تقديم هذه الصورة لسموكم لأنكم البطانة الصالحة إن شاء الله لجلالة الملك، و لا يخفى سموكم أن هذا وقت مناسب للعمل بهذا المشروع و الاقتراح بسائر المملكة وما جاورها من الشعوب العربية و الإسلامية –بل و العالم أجمع ، و لا يخفى سموكم أن مبادئ الإسلام تسري و تجري أسرع وأقوى من كل المبادئ المخالفة لها بتوفيق الله ثم استعمال الحكمة ، و لا يخفى سموكم أن محبكم قد قام بتجربة من هذا النوع في جنوب المملكة وما جاورها بفضل الله ثم بمساعدة الحكومة، فأقبل شعبكم الجنوبي وما جاوره من المملكة اليمانية على الدعوة وعمل بها و انتشرت بين الطبقات كلها، و فتحت المدارس للجميع ليلا و نهارا حتى السجون و الشرط فبلغت المدارس ألفين و ثلاثمائة مدرسة ، فعمت المدارس المدن و القرى و البوادي ، حتى المملكة اليمانية فتح بها نحو مائة و عشرين مدرسة، حتى أن الأمام أحمد رفع لكم شكاية من هذه المدارس و ذلك أنه يأتي إلينا بصامطة تلاميذ منهم عشرات المئات يطلبون العلم عندنا فإذا عادوا إلى أهلهم بوقت العطلة أو زيارة فتحوا عند أهلهم مدارس على غرار مدارس الجنوب للدعوة و الإرشاد و التعليم فهؤلاء تلاميذ بالمملكة السعودية أساتذة بالمملكة اليمانية و لهم مكافئة شهرية مثل تلاميذ المملكة على حسب درجاتهم ، فبلغ مجموع تلاميذ هذه المدارس نحو سبعين ألف تلميذ وتلميذة ، وغالب موظفي الحكومة بجنوب المملكة اشتركوا بالعمل بهذه المدارس باسم مراقبين من قضاة و أمراء و هيئات و مشايخ البلاد و الأعيان وبعض الدوريات والشرط و المعارف وذلك بوقت يجوز للموظف أن يشغل وظيفتين ، و قد توقفت هذه المدارس توقفا كليا و ذلك لأسباب ما تخفى سموكم و كل شيء له أجل. و أحيطكم أنه فيما مضى وقبل الثورة اليمانية لم أرفع وليس لي رغبة بالرفع بشأن إعادة المدارس ، و أما الآن فإن محبكم يرى إعادة مدارس الجنوب من المصلحة العامة الضرورية، و أن إعادة مدارس الجنوب من أقوى الأسباب للمصلحة العامة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
محبكم عبد الله محمد القرعاوي 07/12/1385هـ